متوسطة الشهيد الارقط الكيلاني
لنساهم معا من أجل أنجاح هذه الفكرة التي تعيد لنا مجد مؤسستنا بين المؤسسات الاخرى ...فهي منكم و أليكم
متوسطة الشهيد الارقط الكيلاني
لنساهم معا من أجل أنجاح هذه الفكرة التي تعيد لنا مجد مؤسستنا بين المؤسسات الاخرى ...فهي منكم و أليكم
متوسطة الشهيد الارقط الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

متوسطة الشهيد الارقط الكيلاني

يهتم بالأساتذة والتلاميذ في جميع أطوارهم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 واقع التنظير في العلوم الاجتماعية والإنسانية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الصواب




عدد المساهمات : 5
تاريخ التسجيل : 15/10/2009

واقع التنظير في العلوم الاجتماعية والإنسانية Empty
مُساهمةموضوع: واقع التنظير في العلوم الاجتماعية والإنسانية   واقع التنظير في العلوم الاجتماعية والإنسانية I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 17, 2009 7:46 pm

يواجه العالم العربي ضعفا واضحا في التنظير على مختلف التخصصات سواء أكانت تنتمي إلى العلوم الاجتماعية والإنسانية أو إلى العلوم التطبيقية. فالمتأمل للكثير من المفاهيم على مستوى العلوم الاجتماعية والإنسانية على سبيل المثال لا الحصر يجد أنها تنتمي لماكينة الإنتاج المعرفي الغربي أو غيره من المناطق الجغرافية الأخرى مثل آسيا وأميركا اللاتينية. فالمفاهيم المرتبطة بنظريات التبعية والتنمية والعولمة وحوار- صراع الحضارات والحداثة وما بعد الحداثة وتحليل الخطاب كلها أو معظمها منتجات لم يسهم العالم العربي فيها بشيء وإن أعاد اجترارها بدرجات متفاوتة من الخطأ والصواب.
ورغم أن حالة الضعف هذه ليست وليدة اليوم فقط، حيث تعود إلى عقود بعيدة، فإن الواقع العربي الآن يكشف عن ضعف حاد في التنظير على كافة مستويات المنتجات المعرفية المختلفة. وتظهر حالة الضعف واضحة بدرجة كبيرة إذا ما قارنا المنتج المعرفي الغربي بمثيله العربي. ولا يتعلق الأمر هنا فقط بالمنتجات المعرفية التي ترتبط ببنية المجتمعات الغربية فقط، لكنه يتعلق أيضا بتلك المنتجات وثيقة الصلة بالمجتمعات العربية ذاتها، والتي يتفوق فيها المنتج الغربي على مثيله العربي. فالملاحظ الآن أننا نعتمد التنظير الغربي عن مجتمعاتنا العربية في معظم إن لم يكن في كل البحوث العربية المعاصرة. وإذا كان هذا جائزا إلى حد ما في البحوث التطبيقية المتعلقة بالطب والهندسة والزراعة والجوانب التكنولوجية الأخرى فكيف يمكن تقبله بالنظر للبحوث الاجتماعية والدراسات الإنسانية المتعلقة ببنية المجتمعات العربية والجوانب الخاصة بثقافاتها. فمن المفارقات اللافتة للنظر أننا نتعرف على مجتمعاتنا العربية في بعض الأحيان من خلال المنتجات الغربية، كما أننا ندرك تحولاتها المختلفة من خلال التشريح الغربي لها. لا يعني ذلك أن كل التنظيرات والتحليلات الغربية تتسم بالدقة والمصداقية تجاه مجتمعاتنا؛ فالكثير منها يتسم بالغرضية ناهيك عن الاستعلاء والرغبة في الهيمنة والحط من كرامة الشعوب العربية.
وتوجد أسباب عديدة لحالة الضعف المرتبطة بالتنظير العربي يمكن تناولها على النحور التالي. تعد حالة الخوف التي تنتاب المفكر العربي من التنظير من أهم أسباب تراجع العلوم الاجتماعية والإنسانية في عالمنا العربي. ولا ينبع هذا الخوف عن جوانب نفسية أو مرضية تتعلق بالمفكر العربي بقدر ما تنبع من بناءات فكرية وأكاديمية قائمة على الهيمنة والتبعية والتقليد لا تشجع على الإبداع ولا تحض عليه. ولعل ذلك ما يدفع العديد من الكتاب والباحثين إلى تقليد أساتذتهم من جانب والاستمرار على ما تعورف عليه أكاديميا وفكريا من جانب آخر. فالتنظير حالة تستدعي القدرة على النقد والتمرد، وهو ما ينتفي إلى حد كبير عن الأجيال العربية الحالية من المفكرين والدارسين. وتؤسس حالة الخوف هذه لنوع من الدونية الأمر الذي يدفع المفكر أو الدارس إلى تصور أنه لن يضيف شيئا إلى المعرفة أو الواقع وأن إعادة ما كتبه غيره أسلم وأكثر سهولة ويسر.
ويرتبط بما سبق أيضا انتشار الواقع السياسي الاستبدادي في الكثير من الدول العربية، وهو واقع يحجر على تطور وتقدم العلوم الاجتماعية والإنسانية على السواء. ويدفع هذا الواقع المفكرين والدارسين إلى اتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر فيما يكتبون، خصوصا إذا ما تعلق الأمر ببعض الموضوعات الحساسة مثل الديمقراطية والإصلاح السياسي ونقد التراث. فالتنظير يحتاج إلى مناخ منفتح يقبل بالمقولات المغايرة للمتعارف عليه، ويضمن لمروجيها الحرية والأمن والأمان، وهو ضد ما يحدث في عالمنا العربي على طول الخط.
ويرتبط بما سبق أيضا هيمنة التيارات المحافظة على شعوب المنطقة التي تعيق طرح توجهات نظرية جديدة مخالفة للمتعارف عليه. ومن الملاحظ هنا تلك العودة الارتدادية في العالم العربي نحو الاتجاهات المحافظة التي انتكست بالواقع العربي عما كان عليه الحال إبان عصر النهضة أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. وتقيد هذه التوجهات المحافظة عناصر الدفع المطلوبة نحو التنظير وإنتاج بنيات تقدمية مغايرة للواقع الاجتماعي العربي. ومن الملاحظ هنا أن بعض الأقليات في عالمنا العربي، والتي كانت تدفع دائما نحو تبني الأطر النظرية الأكثر تقدمية، باتت الآن لا تختلف في توجهاتها المحافظة عن الأغلبية المحيطة بها، ناهيك عن نبرة الاستعلاء والتوحد بالغرب السائدة في خطابها المعاصر.
وإذا كانت السياقات العربية السياسية والاجتماعية تدفع باتجاه قمع التنظير والتضييق عليه، فإن المفكرين والدارسين أنفسهم يتحملون مسئولية كبيرة في تقليص التنظير وتحجيمه. فمن الملاحظ ذلك القصور المعرفي المرتبط بالأجيال المعاصرة والتكاسل عن الاطلاع على التراث العربي في مجال تخصصاتهم ناهيك عن التراث العالمي المعاصر. وهو ما يدفع باتجاه الاستسهال في النقل عما هو متوافر في الساحة العربية، حيث ندخل في تلك الحالة المعروفة بالقص واللزق، والتي لا تمت بأية صلة لعملية الإبداع المعرفي والنظري. كما أن الكثير من المفكرين والدارسين أصبحوا أكثر تسرعا في طرح نتاجاتهم الفكرية بغض النظر عن مستواها المعرفي، وعما تقدمه من طروحات نظرية تحليلية جديدة. ولعل ذلك ما يفسر تلك الأعداد الكبيرة من الكتب المنسوبة للكثير من الكتاب والمفكرين والدارسين والتي لا تقدم شيئا حقيقيا نحو فهم الواقع العربي المعاصر ودفعه نحو الأمام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
واقع التنظير في العلوم الاجتماعية والإنسانية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
متوسطة الشهيد الارقط الكيلاني :: التعليم العالي :: المركز الجامعب بالواد :: معهد العلوم الانسانية والاجتماعية-
انتقل الى: